فدعى عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بين لنا من الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية في النساء - يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى - فكان منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة ينادي لا يقربن الصلاة سكران، فدعى عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الآية - إنما الخمر والميسر - فدعى عمر فقرئت عليه، فلما بلغ - فهل أنتم منتهون - قال عمر: انتهينا، وكانت تحدث أشياء لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسباب شرب الخمر قبل تحريمها، منها قصة علي ابن أبي طالب مع حمزة رضي الله عنهما، وهي ما أخبر محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خالد قال: أخبرنا يوسف بن موسى المروزي قال:
أخبرنا عمر بن صالح قال: أخبرنا عنبسة قال: أخبرنا يوسف، عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن الحسين، أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من الخمس، ولما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بأذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي، فبينما أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر، قلت: من فعل هذا؟ فقالوا فعله حمزة وهو في البيت في شرب من الأنصار عنده قينة وأصحابه، فقالت في غنائها:
ألا يا حمز للشرف النواء * وهن معقلات بالفناء زج السكين في اللبات منها * فضرجهن حمزة بالدماء فأطعم من شرائحها كبابا * ملهوجة على رهج الصلاء فأنت أبا عمارة المرجى * لكشف الضر عنا والبلاء