على من زنى إذا أحصن؟ قالوا: يحمم ويجبه ويجلد، والتجبية: أن يحمل الزانيان على الحمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما، قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت ألح به في النشدة، فقال: اللهم إذ أنشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فما أول ما أرخصتم أمر الله عز وجل؟ قال:
زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل من سراة الناس فأراد رجمه فأحال قومه دونه، فقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى يجئ بصاحبكم فيرجمه، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أحكم بما في التوراة، فأمر بهما فرجما. قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم - إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا - وكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم. قال معمر: أخبرني الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر برجمهما، فلما رجما رأيته يجنأ بيده عنها ليقيها الحجارة.
* قوله عز وجل: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) الآية: قال ابن عباس:
إن جماعة من اليهود منهم كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد عليه الصلاة والسلام لعلنا نفتنه عن دينه، فأتوه فقالوا:
يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم، وأنا إن اتبعناك اتبعنا اليهود ولن يخالفونا وإن بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم إليك، فتقضى لنا عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك، فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى فيهم - واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك -.
* قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) قال عطية العوفي: جاء عبادة بن الصامت فقال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاضر نصرهم، وإني أبوء إلى الله ورسوله من ولاية اليهود، وآوى إلى الله ورسوله، فقال عبد الله بن أبي: أني رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية اليهود،