تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٤٥
قدحا - 2. فالمغيرات صبحا - 3. فأثرن به نقعا - 4. فوسطن به جمعا - 5. إن الانسان لربه لكنود - 6. وإنه على ذلك لشهيد - 7.
وإنه لحب الخير لشديد - 8. أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور - 9.
وحصل ما في الصدور - 10. إن ربهم بهم يومئذ لخبير - 11.
(بيان) تذكر السورة كفران الانسان لنعم ربه وحبه الشديد للخير عن علم منه به وهو حجة عليه وسيحاسب على ذلك.
والسورة مدنية بشهادة ما في صدرها من الأقسام بمثل قوله: " والعاديات ضبحا " الخ الظاهر في خيل الغزاة المجاهدين على ما سيجئ، وإنما شرع الجهاد بعد الهجرة ويؤيد ذلك ما ورد من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أن السورة نزلت في علي عليه السلام وسريته في غزوة ذات السلاسل، ويؤيده أيضا بعض الروايات من طرق أهل السنة على ما نشير إليه في البحث الروائي التالي إن شاء الله.
قوله تعالى: " والعاديات ضبحا " العاديات من العدو وهو الجري بسرعة والضبح صوت أنفاس الخيل عند عدوها وهو المعهود المعروف من الخيل وإن ادعي أنه يعرض لكثير من الحيوان غيرها، والمعنى أقسم بالخيل اللاتي يعدون يضبحن ضبحا.
وقيل: المراد بها إبل الحاج في ارتفاعها بركبانها من الجمع إلى منى يوم النحر، وقيل:
إبل الغزاة، وما في الآيات التالية من الصفات لا يلائم كون الإبل هو المراد بالعاديات.
قوله تعالى: " فالموريات قدحا " الايراء إخراج النار والقدح الضرب والصك المعروف يقال: قدح فأورى إذا أخرج النار بالقدح، والمراد بها الخيل تخرج النار بحوافرها إذا عدت على الحجارة والأرض المحصبة.
وقيل: المراد بالايراء مكر الرجال في الحرب، وقيل: إيقادهم النار، وقيل:
الموريات ألسنة الرجال توري النار من عظيم ما تتكلم به، وهي وجوه ظاهرة الضعف.
قوله تعالى: " فالمغيرات صبحا الإغارة والغارة الهجوم على العدو بغتة بالخيل وهي
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست