الانسان على نفسه بصيرة " القيامة: 14.
وقيل: الضمير لله واتساق الضمائر لا يلائمه.
قوله تعالى: " وإنه لحب الخير لشديد " قيل: اللام في " لحب الخير " للتعليل والخير المال، والمعنى وإن الانسان لأجل حب المال لشديد أي بخيل شحيح، وقيل: المراد أن الانسان لشديد الحب للمال ويدعوه ذلك إلى الامتناع من إعطاء حق الله، والانفاق في الله. كذا فسروا.
ولا يبعد أن يكون المراد بالخير مطلقه ويكون المراد أن حب الخير فطري للانسان ثم إنه يرى عرض الدنيا وزينتها خيرا فتنجذب إليه نفسه وينسيه ذلك ربه أن يشكره.
قوله تعالى: " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور - إلى قوله - لخبير " البعثرة كالبحثرة البعث والنشر، وتحصيل ما في الصدور تمييز ما في باطن النفوس من صفة الايمان والكفر ورسم الحسنة والسيئة قال تعالى: " يوم تبلى السرائر " الطارق: 9، وقيل: هو إظهار ما أخفته الصدور لتجازى على السر كما تجازى على العلانية.
وقوله: " أفلا يعلم " الاستفهام فيه للانكار، ومفعول يعلم جملة قائمة مقام المفعولين يدل عليه المقام. ثم استؤنف فقيل: إذا بعثر ما في القبور الخ تأكيدا للانكار، والمراد بما في القبور الأبدان.
والمعنى - والله أعلم - أفلا يعلم الانسان أن لكنوده وكفرانه بربه تبعة ستلحقه ويجازى بها، إذا اخرج ما في القبور من الأبدان وحصل وميز ما في سرائر النفوس من الايمان والكفر والطاعة والمعصية إن ربهم بهم يومئذ لخبير فيجازيهم بما فيها.
(بحث روائي) في المجمع، قيل: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية إلى حي من كنانة فاستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري أحد النقباء فتأخر رجوعهم فقال المنافقون: قتلوا جميعا فأخبر الله تعالى عنها بقوله: " والعاديات ضبحا " عن مقاتل.
وقيل: نزلت السورة لما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام إلى ذات السلاسل فأوقع بهم وذلك بعد أن بعث عليهم مرارا غيره من الصحابة فرجع كل منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل.