تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٦٢
أقول: الرواية على إضمارها وإرسالها لا تخلو من شئ.
وفيه في قوله تعالى: " يوم تبلى السرائر " قال: يكشف عنها.
وفي المجمع روي مرفوعا عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ضمن الله خلقه أربع خصال: الصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والغسل من الجنابة، وهي السرائر التي قال الله تعالى: يوم تبلى السرائر.
أقول: ولعله من قبيل ذكر بعض المصاديق كما تؤيده الرواية التالية.
وفيه عن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما هذه السرائر التي ابتلى الله بها العباد في الآخرة؟ فقال: سرائركم هي أعمالكم من الصلاة والصيام والزكاة والوضوء والغسل من الجنابة وكل مفروض لان الأعمال كلها سرائر خفية فإن شاء الرجل قال:
صليت ولم يصل وإن شاء قال: توضيت ولم يتوض فذلك قوله: " يوم تبلى السرائر ".
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " فما له من قوة ولا ناصر " قال: ماله من قوة يهوي بها على خالقه، ولا ناصر من الله ينصره إن أراد به سوء.
وفيه في قوله تعالى " والسماء ذات الرجع " قال: ذات المطر " والأرض ذات الصدع " أي ذات النبات.
وفي المجمع " إنه لقول فصل " يعني أن القرآن يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما، وروي ذلك عن الصادق عليه السلام.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن الحارث الأعور قال: دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث فأتيت عليا فأخبرته فقال: أوقد فعلوها؟
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنها ستكون فتنة. قلت: فما المخرج منها يا رسول الله قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، من ابتغى الهوى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا تلتبس منه الألسن، ولا يخلق من الرد، ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم ينته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد. من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست