تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٦١
غروبها وغروبها بعد طلوعها، وقيل: رجعها إمطارها، والمراد بكون الأرض ذات صدع تصدعها وانشقاقها بالنبات، ومناسبة القسمين لما أقسم عليه من الرجوع بعد الموت والخروج من القبور ظاهرة.
قوله تعالى: " إنه لقول فصل وما هو بالهزل " الفصل إبانة أحد الشيئين من الآخر حتى يكون بينهما فرجة، والتعبير بالفصل - والمراد الفاصل - للمبالغة كزيد عدل والهزل خلاف الجد.
والآيتان جواب القسم، وضمير " إنه " للقرآن والمعنى أقسم بكذا وكذا إن القرآن لقول فاصل بين الحق والباطل وليس هو كلاما لا جد فيه فما يحقه حق لا ريب فيه وما يبطله باطل لا ريب فيه فما أخبركم به من البعث والرجوع حق لا ريب فيه.
وقيل: الضمير لما تقدم من خبر الرجوع والمعاد، والوجه السابق أوجه.
قوله تعالى: " إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا " أي الكفار يحتالون بكفرهم وإنكارهم المعاد احتيالا يريدون به إطفاء نور الله وإبطال دعوتك، وأحتال عليهم بعين أعمالهم بالاستدراج والاملاء والاضلال بالطبع على قلوبهم وجعل الغشاوة على سمعهم وأبصارهم احتيالا أسوقهم به إلى عذاب يوم القيامة.
قوله تعالى: " فمهل الكافرين أمهلهم رويدا " التمهيل والامهال بمعنى واحد غير أن باب التفعيل يفيد التدريج والافعال يفيد الدفعة، والرويد القليل.
والمعنى: إذا كان منهم كيد ومني كيد عليهم بعين ما يكيدون به والله غالب على أمره، فانتظر بهم ولا تعاجلهم انتظر بهم قليلا فسيأتيهم ما أوعدهم به فكل ما هو آت قريب.
وفي التعبير أولا بمهل الظاهر في التدريج وثانيا مع التقييد برويدا بأمهل الظاهر في الدفعة لطف ظاهر.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " إن كل نفس لما عليها حافظ " قال: الملائكة.
وفيه في قوله تعالى: " خلق من ماء دافق " قال: النطفة التي تخرج بقوة.
وفيه في قوله تعالى: " يخرج من بين الصلب والترائب " قال: الصلب الرجل والترائب المرأة، وهو صدرها.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست