تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٥٨
الصلب والترائب _ 7. إنه على رجعه لقادر _ 8. يوم تبلى السرائر _ 9.
فما له من قوة ولا ناصر _ 10. والسماء ذات الرجع _ 11. والأرض ذات الصدع _ 12. إنه لقول فصل _ 13. وما هو بالهزل _ 14.
إنهم يكيدون كيدا _ 15. وأكيد كيدا _ 16. فمهل الكافرين أمهلهم رويدا _ 17.
(بيان) في السورة إنذار بالمعاد وتستدل عليه بإطلاق القدرة وتؤكد القول في ذلك، وفيها إشارة إلى حقيقة اليوم، وتختتم بوعيد الكفار.
والسورة ذات سياق مكي.
قوله تعالى: " والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب " الطرق في الأصل - على ما قيل - هو الضرب بشدة يسمع له صوت ومنه المطرقة والطريق لان السابلة تطرقها بأقدامها ثم شاع استعماله في سلوك الطريق ثم اختص بالاتيان ليلا لان الآتي بالليل في الغالب يجد الأبواب مغلقة فيطرقها ويدقها ثم شاع الطارق في كل ما يظهر ليلا، والمراد بالطارق في الآية النجم الذي يطلع بالليل.
والثقب في الأصل بمعنى الخرق ثم صار بمعنى النير المضئ لأنه يثقب الظلام بنوره ويأتي بمعنى العلو والارتفاع ومنه ثقب الطائر أي ارتفع وعلا كأنه يثقب الجو بطيرانه.
فقوله: " والسماء والطارق " إقسام بالسماء وبالنجم الطالع ليلا، وقوله: " وما أدراك ما الطارق " تفخيم لشأن المقسم به وهو الطارق، وقوله: " النجم الثاقب " بيان للطارق والجملة في معنى جواب استفهام مقدر كأنه لما قيل: وما أدراك ما الطارق؟
سئل فقيل: فما هو الطارق؟ فأجيب، وقيل: النجم الثاقب.
قوله تعالى: " إن كل نفس لما عليها حافظ " جواب للقسم ولما بمعنى إلا والمعنى ما من نفس إلا عليها حافظ، والمراد من قيام الحافظ على حفظها كتابة أعمالها الحسنة والسيئة
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست