خير وهو خير الرازقين - 72. وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم - 73. وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون - 74. ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون - 75. ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون - 76. حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون - 77.
(بيان) الآيات متصلة بقوله السابق: " فذرهم في غمرتهم حتى حين " فإنه لما عقب قصص الرسل باختلاف الناس في أمر الدين وتحزبهم أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون أو عدهم بعذاب مؤجل لا مناص لهم عنه ولا مخلص منه فليتيهوا في غمرتهم ما شاؤوا فسيغشاهم العذاب ولا محالة.
فنبههم في هذه الآيات أن توهمهم أن ما مدهم الله به من مال وبنين مسارعة لهم في الخيرات خطأ منهم وجهل بحقيقة الحال، ولو كان ذلك من الخير لم يأخذ العذاب مترفيهم بل المسارعة في الخيرات هو ما وفق الله المؤمنين له من الأعمال الصالحة وما يترتب عليها من جزيل الاجر وعظيم الثواب في الدنيا والآخرة فهم يسارعون إليها فيسارع لهم فيها.
فالعذاب مدركهم لا محالة والحجة تامة عليهم ولا عذر لهم يعتذرون به كعدم تدبر القول أو كون الدعوة بدعا لا سابقة له أو عدم معرفة الرسول أو كونه مجنونا مختل القول أو سؤاله منهم خرجا بل هم أهل عناد ولجاج لا يؤمنون بالحق حتى يأتيهم عذاب لا مرد له.
قوله تعالى: " أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات