تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٢٧٦
وقوله: " فلسوف تعلمون " تهديد لهم في سياق الابهام للدلالة على أنه في غني عن ذكره وأما هم فسوف يعلمونه.
وقوله: " لاقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين " القطع من خلاف أن تقطع اليد اليمني مع الرجل اليسرى أو بالعكس والتصليب جعل المجرم على الصليب، وقد تقدم نظير الآية في سورتي الأعراف وطه.
قوله تعالى: " قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون " الضير هو الضرر، وقوله:
" إنا إلى ربنا منقلبون " تعليل لقولهم: لا ضير أي إنا لا نستضر بهذا العذاب الذي توعدنا به لأنا نصبر ونرجع بذلك إلى ربنا وما أكرمه من رجوع!.
قوله تعالى: " إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " تعليل لما يستفاد من كلامهم السابق أنهم لا يخافون الموت والقتل بل يشتاقون إلى لقاء ربهم يقولون: لا نخاف من عذابك شيئا لأنا نرجع به إلى ربنا ولا نخاف الرجوع لأنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا بسبب كوننا أول المؤمنين بموسى وهارون رسولي ربنا.
وفتح الباب في كل خير له أثر من الخير لا يرتاب فيه العقل السليم فلو أن الله سبحانه أكرم مؤمنا لايمانه بالمغفرة والرحمة لم تطفر مغفرته ورحمته أول الفاتحين لهذا الباب والواردين هذا المورد.
قوله تعالى: " وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون " شروع في سرد الشطر الثاني من القصة وهو وصف عذاب آل فرعون بسبب ردهم دعوة موسى وهارون عليه السلام، وقد كان الشطر الأول رسالة موسى وهارون إليهم ودعوتهم إلى التوحيد، والاسراء والسري السير بالليل، والمراد بعبادي بنو إسرائيل وفي هذا التعبير نوع إكرام لهم.
وقوله: " إنكم متبعون " تعليل للامر أي سر بهم ليلا ليتبعكم آل فرعون وفيه دلالة على أن لله في أتباعهم أمرا وأن فيه فرج بني إسرائيل وقد صرح بذلك في قوله: " فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون وأترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون "، الدخان: 24.
قوله تعالى: " فأرسل فرعون في المدائن حاشرين - إلى قوله - ثم أغرقنا
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست