لهو باطل كالغناء والفحش والخناء بوجه، وقال أيضا: يقال: تكرم فلا عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه منه انتهى.
فقوله: " والذين لا يشهدون الزور " إن كان المراد بالزور الكذب فهو قائم مقام المفعول المطلق والتقدير لا يشهدون شهادة الزور، وإن كان المراد اللهو الباطل كالغناء ونحوه كان مفعولا به والمعنى لا يحضرون مجالس الباطل، وذيل الآية يناسب ثاني المعنيين.
وقوله: " وإذا مروا باللغو مروا كراما " اللغو ما لا يعتد به من الافعال والأقوال لعدم اشتماله على غرض عقلائي ويعم - كما قيل - جميع المعاصي، والمراد بالمرور باللغو المرور بأهل اللغو وهم مشتغلون به.
والمعنى: وإذا مروا بأهل اللغو وهم يلغون مروا معرضين عنهم منزهين أنفسهم عن الدخول فيهم والاختلاط بهم ومجالستهم.
قوله تعالى: " والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " الخرور على الأرض السقوط عليها وكأنها في الآية كناية لزوم الشئ والانكباب عليه.
والمعنى: والذين إذا ذكروا بآيات ربهم من حكمة أو موعظة حسنة من قرآن أو وحى لم يسقطوا عليه وهم صم لا يسمعون وعميان لا يبصرون بل تفكروا فيها وتعقلوها فأخذ وا بها عن بصيرة فآمنوا بحكمتها واتعظوا بموعظتها وكانوا على بصيرة من أمر هم وبينه من ربهم.
قوله تعالى: " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما " قال الراغب في المفردات: قرت عينه تقر سرت قال، تعالى:
" كي تقر عينها " وقيل لمن يسر به قرة عين قال: " قرة عين لي ولك " وقوله تعالى:
" هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين " قيل: أصله من القر أي البرد فقرت عينه قيل: معناه بردت فصحت، وقيل: بل لان للسرور دمعة باردة قارة وللحزن دمعة حارة ولذلك يقال فيمن يدعي عليه: أسخن الله عينه، وقيل: هو من القرار والمعنى أعطاه الله ما يسكن به عينه فلا تطمح إلى غيره انتهى.