تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٧
في حق الله عز وجل " وكان بين ذلك قواما " القوام العدل والانفاق فيما أمر الله به.
وفي الكافي: أحمد بن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل: " وكان بين ذلك قواما " قال: القوام هو المعروف على الموسع قدره وعلى المقتر قدره على قدر عياله ومؤنتهم التي هي صلاح له ولهم لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
وفي المجمع روي عن معاذ أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه السلام عن ذلك فقال:
من أعطى في غير حق فقد أسرف، ومن منع من حق فقد قتر.
أقول: والاخبار في هذه المعاني كثيرة جدا.
وفي الدر المنثور أخرج الفاريابي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الذنب أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت: ثم أي؟
قال: أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تصديق ذلك " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ".
أقول: لعل المراد الانطباق دون سبب النزول.
وفيه أخرج عبد بن حميد عن علي بن الحسين " يبدل الله سيئاتهم حسنات " قال:
في الآخرة، وقال الحسن: في الدنيا.
وفيه أخرج أحمد وهناد ومسلم والترمذي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال:
اعرضوا عليه صغار ذنوبه فتعرض عليه صغارها وينحى عنه كبارها فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وهو مقر ليس ينكر وهو مشفق من الكبار أن تجئ فيقال:
أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة.
أقول: هو من أخبار تبديل السيئات حسنات يوم القيامة وهي كثيرة مستفيضة من طرق أهل السنة والشيعة مروية عن النبي والباقر والصادق والرضا عليه وعليهم الصلاة والسلام.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست