تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣١٤
الذي دون ذلك ما ذكره بقوله: " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات: سبأ ": 13، والمراد بحفظ الشياطين حفظهم في خدمته ومنعهم من أن يهربوا أو يمتنعوا أو يفسدوا عليه الامر، والمعنى ظاهر وستجئ قصتا داود وسليمان عليهما السلام في سورة سبأ إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " الضر بالضم خصوص ما يمس النفس من الضرر كالمرض والهزال ونحوهما وبالفتح أعم.
وقد شملته عليه السلام البلية فذهب ماله ومات أولاده وابتلى في بدنه بمرض شديد مدة مديدة ثم دعا الله وشكى إليه حاله فاستحباب الله له ونجاه من مرضه وأعاد عليه ماله وولده ومثلهم معهم وهو قوله في الآية التالية: " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر " أي نجيناه من مرضه وشفيناه " وآتيناه أهله " أي من مات من أولاده " ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين " ليتذكروا ويعلموا أن الله يبتلى أولياءه امتحانا منه لهم ثم يؤتيهم أجرهم ولا يضيع أجر المحسنين.
وستجئ قصة أيوب عليه السلام في سورة ص إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: " وإسماعيل وإدريس وذا الكفل " الخ. أما إدريس عليه السلام فقد تقدمت قصته في سورة مريم وأما إسماعيل فستجئ قصته في سورة الصافات، وتأتي قصه ذي الكفل في سورة ص إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " الخ.
النون الحوت وذو النون هو يونس النبي ابن متى صاحب الحوت الذي بعث إلى أهل نينوى فدعاهم فلم يؤمنوا فسأل الله أن يعذبهم فلما أشرف عليهم العذاب تابوا وآمنوا فكشفه الله عنهم ففارقهم يونس فابتلاه الله أن ابتلعه حوت فناداه تعالى في بطنه فكشف عنه وأرسله ثانيا إلى قومه.
وقوله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " أي واذكر ذا النون إذ ذهب مغاضبا أي لقومه حيث لم يؤمنوا به فظن أن لن نقدر عليه أي لن نضيق عليه من قدر عليه رزقه أي ضاق كما قيل.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست