تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٠
بنيانهم من القواعد قال كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " قال الذين أوتوا العلم " الآية قال قال عليه السلام الذين أوتوا العلم الأئمة يقولون لأعدائهم أين شركاؤكم ومن أطعتموهم في الدنيا؟ ثم قال قال فهم أيضا الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فالقوا السلم سلموا لما أصابهم من البلاء ثم يقولون ما كنا نعمل من سوء فرد الله عليهم فقال بلى الخ وفي امالي الشيخ باسناده عن أبي إسحاق الهمداني عن أمير المؤمنين عليه السلام: فيما كتبه إلى أهل مصر قال يا عباد الله ان أقرب ما يكون العبد من المغفرة والرحمة حين يعمل بطاعته وينصح في توبته عليكم بتقوى الله فإنها يجمع الخير ولا خير غيرها ويدرك بها من خير الدنيا وخير الآخرة قال عز وجل: " وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين وفي تفسير العياشي عن ابن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله ولنعم دار المتقين قال الدنيا وفي تفسير القمي: في قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين قال قال عليه السلام هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم في الدنيا.
أقول وهو بالنظر إلى ما يقابله من قوله الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية لا يخلو عن خفاء والرواية ضعيفة.
وفي الدر المنثور اخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال ": اجتمعت قريش فقالوا ان محمدا رجل حلو اللسان - إذا كلمه الرجل ذهب بعقله فانظروا أناسا من اشرافكم المعدودين المعروفة أنسابهم فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة على رأس كل ليلة أو ليلتين فمن جاء يريده فردوه عنه.
فخرج ناس منهم في كل طريق فكان إذا اقبل الرجل وافدا لقومه ينظر ما يقول محمد؟ فينزل بهم قالوا له انا فلان بن فلان فيعرفه بنسبه ويقول انا أخبرك بمحمد فلا يريد ان يعنى إليه هو رجل كذاب لم يتبعه على امره إلا السفهاء والعبيد ومن لا خير فيه واما شيوخ قومه وخيارهم فمفارقون له فيرجع أحدهم فذلك قوله
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست