تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٤١
الناس ان إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان عابد من العباد في حاجة فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه ثم قال مرحبا بخليل الرحمان فقال له يعقوب لست بخليل الرحمان ولكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال له الراهب فما الذي بلغ بك ما ارى من الكبر؟ قال الهم والحزن والسقم.
قال فما جاز عتبة الباب حتى اوحى الله إليه يا يعقوب شكوتني إلى العباد فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول رب لا أعود فأوحى الله إليه انى قد غفرت لك فلا تعد إلى مثلها فما شكى شيئا مما اصابه من نوائب الدنيا الا انه قال يوما " انما أشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون " وفي الدر المنثور اخرج عبد الرزاق وابن جرير عن مسلم بن يسار يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من بث لم يصبر ثم قرء " انما أشكوا بثي وحزني إلى الله " أقول ورواه أيضا عن ابن عدي والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وآله وسلم وفي الكافي باسناده عن حنان بن سدير عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له اخبرني عن قول يعقوب لبنيه " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه " انه كان يعلم أنه حي وقد فارقهم منذ عشرين سنة؟ قال نعم قلت كيف علم؟ قال إنه دعا في السحر وقد سأل الله ان يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تربال وهو ملك الموت فقال له تربال ما حاجتك يا يعقوب؟ قال اخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟
فقال بل اقبضها متفرقة روحا روحا قال فمر بك روح يوسف؟ قال لا فعند ذلك علم أنه حي فعند ذلك قال لولده " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ".
أقول ورواه في المعاني باسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عنه (ع) وفيه قال يعنى يعقوب لملك الموت اخبرني عن الأرواح تقبضها جملة أو تفاريق؟ قال يقبضها أعواني متفرقة وتعرض علي مجتمعة قال فأسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف؟ قال لا فعند ذلك علم أنه حي وفي الدر المنثور اخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره وابن أبي الدنيا في كتاب
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست