أبو عبد الله عليه السلام فصلى الظهر والعصر ثم انصرف من المسجد فالتفت عن يساره وأشار بيده إلى موضع دار الدارين وهى موضع دار ابن حكيم وذلك فرات اليوم فقال: يا مفضل وههنا نصبت أصنام قوم نوح: يغوث ويعوق ونسر. ثم مضى حتى ركب دابته.
فقلت: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينته؟ قال: في دورين. قلت: وكم الدوران؟ قال: ثمانين (1) سنة. قلت: فإن العامة يقولون عملها في خمس مائة سنة؟
فقال: كلا. كيف؟ والله يقول: (ووحينا) قال: قلت: فأخبرني عن قول الله عز وجل: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) فأين كان موضعه؟ وكيف كان؟
فقال: كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد. قلت له: فأين ذلك؟ قال: موضع زاوية باب الفيل اليوم. ثم قلت له: وكان بدؤ خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال: نعم إن الله عز وجل أحب أن يرى قوم نوح آية ثم إن الله تبارك وتعالى ارسل عليهم المطر يفيض فيضا والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله وأنجا نوحا ومن معه في السفينة - الحديث.
أقول: والرواية على طولها غير متعلقة بالتفسير غير أنا أوردناها لتكون كالأنموذجة من روايات كثيرة وردت في هذه المعاني من طرق الشيعة وأهل السنة ولتكون عونا لفهم قصص الآيات من طريق الروايات.
وفي الرواية استفادة التعجيل في صنع السفينة من قوله تعالى: (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا) الآية، وفي الرواية نسبة زياد إلى أبى سفيان ولعل الوارد في لفظ الامام (زياد) فأضيف إليه (ابن أبي سفيان) في لفظ بعض الرواة.
وفيه بإسناده عن أبي رزين الأسدي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن نوحا عليه السلام لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في إهلاك قومه أن يفور التنور ففار التنور في بيت امرأة فقالت: إن التنور قد فار فقام إليه فختمه فقام الماء وأدخل من أراد أن يدخل وأخرج من أراد أن يخرج ثم جاء إلى