تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٧ - الصفحة ٣٩٦
والحجة من طريق النشأة الدنيا ما في قوله: (وهو الذي جعلكم خلائف) الخ، ومحصله أن هذا النظام العجيب الذي يحكم في معاشكم في الحياة الدنيا وهو مبنى على خلافتكم في الأرض واختلاف شؤونكم بالكبر والصغر والقوة والضعف والذكورية والأنوثية والغنى والفقر والرئاسة والمرؤوسية والعلم والجهل وغيرها وإن كان نظاما اعتباريا لكنه ناش من عمل التكوين منته إليه فالله سبحانه هو ناظمه، وإنما فعل ذلك لامتحانكم وابتلائكم فهو الرب الذي يدبر أمر سعادتكم، ويوصل من إطاعة إلى سعادته المقدرة له ويذر الظالمين فيها جثيا، فهو الذي يحق عبادته.
وقد تبين بما مر أن مجموع الجملتين: (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) سيق لإفادة معنى واحد وهو أن ما كسبته نفس يلزمها ولا بتعداها، وهو مفاد قوله: (كل نفس بما كسبت رهينة) (المدثر: 38).
قوله تعالى: (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) الخلائف جمع خليفة أي يستخلف بعضكم بعضا أو استخلفكم لنفسه في الأرض وقد مر كلام في معنى هذه الخلافة في تفسير قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) (البقرة: 30) في الجزء الأول من الكتاب، ومعنى الآية ظاهر بما مر من البيان، وقد ختمت السورة بالمغفرة والرحمة.
(بحث روائي) في الكافي بإسناده عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (حنيفا مسلما) قال: خالصا مخلصا ليس فيه شئ من عبادة الأوثان.
أقول: ورواه في البرهان البرقي بإسناده عن ابن مسكان عنه صلى الله عليه وآله وسلم وفيه: (خالصا مخلصا لا يشوبه شئ) وهو بيان المراد لا تفسير بالمعنى.
وفي تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يقول: درجة واحدة إن الله يقول: درجات بعضها فوق بعض، إنما تفاضل القوم بالاعمال.
أقول: وهو من نقل الآية بالمعنى فإن الآية هكذا: (ورفع بعضكم فوق بعض
(٣٩٦)
مفاتيح البحث: أبو بصير (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الأنعام 5
2 (37 - 55) كلام في المجتمعات الحيوانية. (بحث قرآني) 73
3 (56 - 73) كلام في معنى الحكم وأنه لله وحده (بحث قرآني) 115
4 (56 - 73) كلام في معنى حقيقة فعله وحكمه تعالى (بحث قرآني) 119
5 (76 - 83) قصة إبراهيم عليه السلام وشخصيته في أبحاث. 215
6 (76 - 83) 1 - قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن. (بحث قرآني) 215
7 (76 - 83) 2 - منزلته عند الله تبارك وتعالى وموقفه العبودي. (بحث قرآني) 215
8 (76 - 83) 3 - أثره المبارك في المجتمع البشري (بحث علمي) 218
9 (76 - 83) 4 - ما تقصه التوراة فيه. (بحث تاريخي) 219
10 (76 - 83) 5 - تطبيق ما في التوراة من قصته من ما في القرآن. (بحث علمي) 225
11 (76 - 83) 6 - الجواب عما استشكل على القرآن على أمره (بحث علمي) 234
12 (84 - 90) كلام في معنى الكتاب في القرآن. (بحث قرآني) 252
13 (84 - 90) كلام في معنى الحكم في القرآن. (بحث قرآني) 254
14 (84 - 90) في أن الاسلام بعد أولاد البنات أولادا وذرية. (بحث قرآني وروائي) 261
15 (84 - 90) كلام في معنى البركة في القرآن. (بحث قرآني) 280
16 (91 - 105) كلام في عموم الخلقة وانبساطها على كل شئ (بحث قرآني) 292
17 (122 - 127) كلام في معنى الهداية الإلهية. (بحث قرآني) 346