أقول: (وقوله: الرجل يكون مصرا (الخ) تفسير لقوله: (أو كسبت في إيمانها خيرا) على ما قدمناه ويدل عليه الرواية الآتية.
وفيه عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قوله: أو كسبت في إيمانها خيرا) قال: المؤمن العاصي حالت بينه وبين إيمانه كثرة ذنوبه وقلة حسناته فلم يكسب في إيمانه خيرا.
وفي تفسير القمي حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك) الآية قال: إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه إيمانه وفي الدر المنثور أخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده والترمذي وأبو يعلى وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك) قال طلوع الشمس من مغربها.
أقول: (والظاهر أن الرواية من قبيل الجرى وكذا ما تقدم من الروايات ويمكن أن يكون من التفسير، وكيف كان فهو يوم تظهر فيه البطشة الإلهية التي تلجئ الناس إلى الايمان ولا ينفعهم. وقد ورد طلوع الشمس من مغربها في أحاديث كثيرة جدا من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن طرق أهل السنة عن جمع من الصحابة كأبى سعيد الخدري وابن مسعود وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وحذيفة وأبي ذر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن أبي أوفى وصفوان بن عسال وانس وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية وأبى أمامة وعائشة وغيرهم وإن اختلفت في مضامينها اختلافا فاحشا.
والانظار العلمية اليوم لا تمنع تبدل الحركة الأرضية على خلاف ما هي عليه اليوم من الحركة الشرقية أو تبدل القطبين بصيرورة الشمالي جنوبيا وبالعكس إما تدريجا كما يبينه الأرصاد الفلكية أو دفعة لحادثة جوية كلية هذا كله إن لم يكن الكلمة رمزا أشير بها إلى سر من أسرار الحقائق.
وقد عدت في الروايات من تلك الآيات خروج دابة الأرض والدخان وخروج يأجوج ومأجوج وهذه أمور ينطق بها القرآن الكريم، وعد منها غير ذلك كخروج المهدي عليه السلام ونزول عيسى بن مريم وخروج الدجال وغيرها، وهى وإن كانت من حوادث