شيئا من ذلك أن يتحقق ففي الكلام تأكيد للوعد والوعيد السابقين.
قوله تعالى: (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل) إلى آخر الآية. المكانة هي المنزلة والحالة التي يستقر عليها الشئ، وعاقبة الشئ ما ينتهى إليه، وهى في الأصل مصدر كالعقبى على ما قيل، وقولهم: كانت له عاقبه الدار كناية عن نجاحه في سعيه وتمكنه مما قصده، وفي الآية انعطاف إلى ما بدئ به الكلام، وهو قوله تعالى قبل عدة آيات: (اتبع ما أوحى إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين).
والمعنى: قل للمشركين: يا قوم اعملوا على منزلتكم وحالتكم التي أنتم عليها من الشرك والكفر - وفيه تهديد بالامر - ودوموا على ما أنتم عليه من الظلم إني عامل ومقيم على ما أنعم عليه من الايمان والدعوة إلى التوحيد فسوف تعلمون من يسعد وينجح في عمله، وأنا الناجح دونكم فإنكم ظالمون بشرككم والظالمون لا يفلحون في ظلمهم.
وربما قيل: إن قوله (إني عامل) إخبار عن الله سبحانه أنه يعمل بما وعد به من البعث والجزاء، وهو فاسد يدفعه سياق قوله: (فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار). (بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) الآية، قال:
قال: نولي كل من تولى أولياءهم فيكونون معهم يوم القيامة وفي الكافي بإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم وذلك قول الله عز وجل؟ (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا). أقول: دلالة الآية على ما في الرواية من الحصر غير واضحة.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الامل وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال: اشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إلا تعجبون من أسامة المشترى إلى شهر؟ أن أسامة لطويل الامل، والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي وظننت أن شفري يلتقيان حتى أقبض، ولا