بخصوصياته إلى الشياطين وتسويلهم ونسبة الجميع إلى الله سبحانه على ما يليق بساحة قدسه وحضرة ربوبيته ليستنتج من ذلك صور الهداية والضلال والربح والخسران وبالجملة جميع شؤون الحياة الآخرة وهم مع ذلك لم يهملوا أمر الأسباب الطبيعية ولم يضيعوا حقها فإنها أحد ركني حياة الانسان والأساس الذي تستند إليه الحياة الدنيا، ولا بد للانسان أن يعرف جملة أمرها كما لا بد له أن يعرف جملة الامر في الأسباب المعنوية حتى يتم له معرفة نفسه فيعرف ربه.
* * * هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب - 7. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب - 8. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله تبلا يخلف الميعاد - 9.
(البيان) قوله تعالى: هو الذي أنزل عليك الكتاب، عبر تعالى بالانزال دون التنزيل لان المقصود بيان بعض أوصاف مجموع الكتاب النازل وخواصه، وهو أنه مشتمل على آيات محكمة واخر متشابهة ترجع إلى المحكمات وتبين بها، فالكتاب مأخوذ بهذا النظر أمرا واحدا من غير نظر إلى تعدد وتكثر، فناسب استعمال الانزال دون التنزيل.
قوله تعالى: منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات، مادة حكم