في الافعال الإلهية ومنها الاصطفاء الذي هو منشأ خيرات هامة في العالم.
قوله تعالى والله سميع عليم أي سميع بأقوالهم الدالة على باطن ضمائرهم عليم بباطن ضمائرهم وما في قلوبهم فالجملة بمنزلة التعليل لاصطفائهم كما أن قوله ذرية بعضها من بعض بمنزلة التعليل لشمول موهبة الاصطفاء لهؤلاء الجماعة فالمحصل من الكلام ان الله اصطفى هؤلاء على العالمين وإنما سرى الاصطفاء إلى جميعهم لانهم ذرية متشابهة الافراد بعضهم يرجع إلى البعض في تسليم القلوب وثبات القول بالحق وإنما أنعم عليهم بالاصطفاء على العالمين لأنه سميع عليم يسمع أقوالهم ويعلم ما في قلوبهم.
(بحث روائي) في العيون في حديث الرضا مع المأمون: فقال المأمون هل فضل الله العترة على سائر الناس - فقال أبو الحسن - إن الله أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه - فقال المأمون أين ذلك في كتاب الله - فقال له الرضا عليه السلام في قوله - إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم - وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض الحديث.
وفي تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبي جعفر عليهما السلام: من زعم أنه فرغ من الامر فقد كذب - لان المشية لله في خلقه - يريد ما يشاء ويفعل ما يريد قال الله - ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم - آخرها من أولها وأولها من آخرها - فإذا أخبرتم بشئ منها بعينه - أنه كائن وكان في غيره منه - فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه.
أقول وفيه دلالة على ما تقدم في البيان السابق من معنى قوله ذرية بعضها من بعض الآية.
وفيه أيضا عن الباقر عليه السلام: أنه تلا هذه الآية فقال - نحن منهم ونحن بقية تلك العترة.
أقول قوله عليه السلام ونحن بقية تلك العترة - العترة بحسب الأصل في معناها الأصل الذي يعتمد عليه الشئ ومنه العترة للأولاد والأقارب الادنين ممن مضى وبعبارة أخرى العمود المحفوظ في العشيرة ومنه يظهر أنه عليه السلام استفاد من قوله