من رغب عن سنتي فليس منى ثم تلا هذه الآية - قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله إلى آخر الآية وفيه أيضا أخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء - وأدناه أن يحب على شئ من الجور - ويبغض على شئ من العدل - وهل الدين إلا الحب والبغض في الله قال الله تعالى - قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وفيه أيضا أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا ألقين أحدكم متكئا على أريكته - يأتيه الامر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه - فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه.
(إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (33) - ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34)) (بيان) افتتاح لقصص عيسى بن مريم وما يلحق بها وذكر حق القول فيها والاحتجاج على أهل الكتاب فيها وبالآيتين يرتبط ما بعدهما بما قبلهما من الآيات المتعرضة لحال أهل الكتاب.
قوله تعالى إن الله اصطفى آدم ونوحا إلى آخر الآية الاصطفاء كما مر بيانه في قوله تعالى لقد اصطفيناه في الدنيا: البقرة - 130 أخذ صفوة الشئ وتخليصه مما يكدره فهو قريب من معنى الاختيار وينطبق من مقامات الولاية على مقام الاسلام وهو جرى العبد في مجرى التسليم المحض لأمر ربه فيما يرتضيه له.
لكن ذلك غير الاصطفاء على العالمين ولو كان المراد بالاصطفاء هنا ذاك الاصطفاء لكان الأنسب أن يقال من العالمين وأفاد اختصاص الاسلام بهم واختل