ذاتا وفعلا ووضعه نفسه وأعماله تحت أمره وإرادته وهو التسليم والتسليم لله يستتبع أو يلزم اليقين بالله و ارتفاع الريب فيه واليقين يستتبع التصديق وإظهار صدق الدين والتصديق يستتبع الاقرار وهو الاذعان بقراره وكونه ثابتا لا يتزلزل في مقره ولا يزول عن مكانه وإقراره يستتبع أدائه وأدائه يستتبع العمل.
وقوله عليه السلام وإن الحسنة في غيره لا تقبل المراد بعدم القبول عدم الثواب بإزائه في الآخرة أو عدم الأثر الجميل المحمود عند الله في الدنيا بسعادة الحياة وفي الآخرة بنعيم الجنة فلا ينافي ما ورد أن الكفار يوجرون في مقابل حسناتهم بشئ من حسنات الدنيا قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره: الزلزال - 7.
وفي المجمع عن أبي عبيدة الجراح قال: قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة - قال رجل قتل نبيا - أو رجلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر ثم قرء - الذين يقتلون النبيين بغير حق - ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس - ثم قال يا أبا عبيدة - قتلت بنوا إسرائيل ثلثة وأربعين نبيا في ساعة - فقام مأة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل - فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر - فقتلوا جميعا آخر النهار من ذلك اليوم - وهو الذي ذكره الله.
أقول وروي هذا المعنى في الدر المنثور عن ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عبيدة.
وفي الدر المنثور أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيت المدراس على جماعه من يهود - فدعاهم إلى الله فقال له النعمان بن عمرو وحرث بن زيد - على أي دين أنت يا محمد قال - على ملة إبراهيم ودينه قالا - فإن إبراهيم كان يهوديا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فهلما إلى التوراة فهي بيننا وبينكم - فأبيا عليه فأنزل الله - ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم إلى قوله وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون.
أقول وروى بعضهم أن قوله تعالى ألم تر نزل في قصة الرجم وسيجئ ذكرها في ذيل الكلام على قوله تعالى يا أهل الكتاب قد جائكم رسولنا يبين لكم