ونسوه لكثرته أو تهاونهم به والله على كل شئ شهيد لا يغيب عنه شئ.
(7) ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة من تناجي ثلاثة أو من متناجين ثلاثة إلا هو رابعهم إلا الله يجعلهم أربعة إذ هو مشاركهم في الاطلاع عليها ولا خمسة ولا نجوى خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم يعلم ما يجري بينهم أينما كانوا فإن علمه بالأشياء ليس لقرب مكاني حتى يتفاوت باختلاف الأمكنة.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) يعني بالإحاطة والعلم لا بالذات لان الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية.
وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الله أين هو فقال هو هيهنا وهيهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا ثم تلا هذه الآية أشار إلى أنه إنما هو رابع الثلاثة وسادس الخمسة المتناجين بإحاطته بهم وغلبته عليهم وعلمه بما يتناجون به وشهوده لديهم في تناجيهم لا أنه واحد منهم وفي عدادهم بذاته المقدسة لان ذلك يستلزم الحد والمكان والحواية ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيمة تقريرا لما يستحقونه من الجزاء إن الله بكل شئ عليم لا يخفى عليه خافية.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة ابن الجراح وعبد الرحمان بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد (صلى الله عليه وآله) لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا والقمي ما في معناه.
(8) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه قيل نزلت في اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم ويتغامزون بأعينهم إذا رأوا المؤمنين فنهاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم عادوا لمثل فعلهم ويتنجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول أي بما هو إثم وعدوان للمؤمنين وتواص بمعصية الرسول وقرئ وينتجون ويشهد لها حديث ما انتجيته بل الله انتجاه في شأن علي (عليه السلام) وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله فيقولون السام عليك أو أنعم صباحا