وفي العلل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن ملك الأرحام يكتب كل ما يصيب الانسان في الدنيا بين عينيه فذلك قول الله عز وجل ما أصاب من مصيبة الآية إن ذلك إن ثبته في كتاب على الله يسير لاستغنائه فيه عن العدة والمدة.
(23) لكيلا تأسوا أي أثبت وكتب لئلا تحزنوا على ما فاتكم من نعم الدنيا ولا تفرحوا بما اتيكم أعطاكم الله منها فان من علم أن الكل مقدر هان عليه الامر وقرئ فما أتاكم من الاتيان ليعادل ما فاتكم في نهج البلاغة الزهد كله بين كلمتين في القرآن قال الله تعالى لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه.
وفي الكافي والقمي عن السجاد (عليه السلام) الا وان الزهد في آية من كتاب الله ثم تلا هذه الآية.
وعن الباقر (عليه السلام) نزلت في أبي بكر وأصحابه واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة لا تأسوا على ما فاتكم مما خص به علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولا تفرحوا بما اتاكم من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والله لا يحب كل مختال فخور فيه إشعار بأن المراد بالأسى الأسى المانع عن التسليم لامر الله وبالفرح الفرح الموجب للبطر والاحتيال إذ قل من يثبت نفسه حال الضراء والسراء.
(24) الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل بدل من كل مختال فإن المختال بالمال يضن به غالبا أو مبتدأ خبره محذوف لدلالة ما بعده عليه ومن يتول فان الله هو الغنى الحميد ومن يعرض عن الانفاق فان الله غني عنه وعن إنفاقه محمود في ذاته لا يضره الاعراض عن شكره ولا ينتفع بالتقرب إليه بشئ من نعمه وفيه تهديد واشعار بأن الامر بالانفاق لمصلحة المنفق وقرئ فان الله الغني.
(25) لقد أرسلنا رسلنا بالبينات بالحجج والمعجزات وأنزلنا معهم الكتب.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية الكتاب الاسم الأكبر الذي يعلم به علم كل شئ الذي كان مع الأنبياء قال وإنما عرف مما يدعى الكتاب التوراة