من نعت الرسول (صلى الله عليه وآله) على مثله مما في التوراة من المعاني المصدقة له المطابقة عليه فامن أي بالقرآن لما رآه من جنس الوحي مطابقا للحق واستكبرتم عن الايمان إن الله لا يهدى القوم الظالمين استئناف مشعر بأن كفرهم به لضلالهم المسبب عن ظلمهم ودليل على الجواب المحذوف أي ألستم ظالمين.
(11) وقال الذين كفروا للذين آمنوا لأجلهم ومن قبله لو كان خيرا أي الايمان أو ما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله) ما سبقونا إليه وهم فقراء وموال ودعاة وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك كذب قديم وهو كقولهم أساطير الأولين.
(12) ومن قبله ومن قبل القرآن كتب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لكتاب موسى لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وقرئ بالتاء وبشرى للمحسنين.
(13) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قيل أي اجمعوا بين التوحيد الذي هو خلاصة العلم والاستقامة في الأمور التي هي منتهى العمل وثم للدلالة على تأخر رتبة العمل وتوقف اعتباره على التوحيد والقمي قال استقاموا على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد مر له بيان في حم السجدة فلا خوف عليهم من لحوق مكروه ولا هم يحزنون على فوات محبوب.
(14) أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون.
(15) ووصينا الانسان بوالديه حسنا وقرئ احسانا.
وفي المجمع عن علي (عليه السلام) حسنا بفتحتين حملته أمه كرها ووضعته كرها وقرئ بالفتح وحمله وفصاله ومدة حمله وفطامه وقرئ وفصله ثلثون شهرا ذلك كله بيان لما تكابده الام في تربية الولد ومبالغة في التوصية بها حتى إذا بلغ أشده استحكم قوته وعقله وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني ألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضيه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك عما يشغل عنك وإني من المسلمين المخلصين لك.
(16) أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم وقرئ