التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٨٥
أقول: لعل المراد أن الإسرائيلي قال ذلك وكأنه لما سما غويا ظن أنه يبطش به والقمي عن الباقر عليه السلام في حديثه السابق فلما كان من الغد جاء آخر فتشبث بذلك الرجل الذي يقول بقول موسى فاستغاث بموسى فلما نظر صاحبه إلى موسى قال له أتريد ان تقتلني فخلى عن صاحبه وهرب (20) وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى ان الملاء يأتمرون بك يتشاورون بسببك وإنما سمى التشاور ايتمارا لأن كلا من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر ليقتلوك فاخرج انى لك من الناصحين قيل هو مؤمن آل فرعون وكان ابن عم موسى والقمي في حديثه السابق وكان خازن فرعون مؤمنا بموسى قد كتم ايمانه ستمأة سنة وهو الذي قال الله عز وجل وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه قال وبلغ فرعون خبر قتل موسى الرجل فطلبه ليقتله فبعث المؤمن إلى موسى ان الملاء يأتمرون بك ليقتلوك الآية (21) فخرج منها خائفا يترقب لحوق طالب قال رب نجني من القوم الظالمين خلصني منهم واحفظني من لحوقهم القمي في حديثه السابق قال يلتفت يمنة ويسرة ويقول رب نجني من القوم الظالمين قال ومر نحو مدين وكان بينه وبين مدين مسيرة ثلاثة أيام (22) ولما توجه تلقاء مدين قبالة مدين قرية شعيب قيل سميت باسم مدين بن إبراهيم ولم يكن في سلطان فرعون قال عسى ربى ان يهديني سواء السبيل في الاكمال في الحديث السابق فخرج من مصر بغير ظهر ولا دابة ولا خادم تخفظه الأرض مرة وترفعه أخرى حتى انتهى إلى ارض مدين فانتهى إلى أصل شجرة فنزل فإذا تحتها بئر (23) ولما ورد ماء مدين اي البئر وجد عليه أمة من الناس جماعة كثيرة مختلفين يسقون مواشيهم ووجد من دونهم في مكان أسفل من مكانهم امرأتين تذودان تمنعان أغنامهما عن الماء لئلا تختلط بأغنامهم قال ما خطبكما ما شأنكما تذودان قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء يصرف الرعاة مواشيهم عن الماء حذرا عن مزاحمة الرجال وقرء يصدر بفتح الياء وضم الدال اي ينصرف وأبونا شيخ كبير كبير السن لا يستطيع ان يخرج للسعي
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست