التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٩٠
من ربك مرسلا بهما إلى فرعون وملائه انهم كانوا قوما سوء فاسقين (33) قال رب انى قتلت منهم نفسا فأخاف ان يقتلون بها (34) وأخي هارون هو افصح منى لسانا فأرسله معي ردءا معينا وقرء بغير همز يصدقني بتخليص الحق وتقرير الحجة وتزييف الشبهة وقرء مجزوما انى أخاف ان يكذبون ولساني لا يطاوعني عند المحاجة (35) قال سنشد عضدك بأخيك سنقويك به ونجعل لكما سلطانا غلبة فلا يصلون اليكما باستيلاء بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون (36) فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا الا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين (37) وقال وقرء بغير واو موسى ربى اعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار العاقبة المحمودة لدار الدنيا التي هي الجنة لأنها خلقت مجازا إلى الآخرة وقرء يكون بالياء انه لا يفلح الظالمون لا يفوزون بالهدى في الدنيا وحسن العاقبة في العقبى (38) وقال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من اله غيري نفي علمه بإله غيره دون وجوده كأنه كان شاكا فيه ولذا امر ببناء الصرح قيل في تفسير الكلبي عن ابن عباس ان جبرئيل قال لرسول الله يا محمد لو رأيتني وفرعون يدعو بكلمة الاخلاص آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين وانا أدسه في الماء والطين لشدة غضبي عليه مخافة ان يتوب فيتوب الله عز وجل عليه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل قال لقوله انا ربكم الاعلى وهي كلمته الآخرة منهما وإنما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الأولى ما علمت لكم من إله غيري فكان بين الأولى والآخرة أربعون سنة فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلى اطلع إلى اله موسى وانى لأظنه من الكاذبين القمي في حديثه السابق فبنى هامان له في الهواء صرحا حتى بلغ مكانا في الهواء لا يتمكن الانسان ان يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء فقال لفرعون لا نقدر ان نزيد على
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست