التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٨٨
الشرط أو بعد انقضائه قال قبل ان ينقضي قيل فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لأبيها إجارة شهرين أيجوز ذلك قال إن موسى علم أنه سيتم له شرطه قيل كيف قال علم أنه سيبقى حتى يفي والقمي عنه عليه السلام قال لا يحل النكاح اليوم في الإسلام بإجارة بأن يقول اعمل عندك كذا وكذا سنة على أن تزوجني أختك أو ابنتك قال هو حرام لأنه ثمن رقبتها وهي أحق بمهرها قال في الفقيه وفي حديث آخر إنما كان ذلك لموسى بن عمران لأنه علم من طريق الوحي هل يموت قبل الوفاء أم لا فوفى بأتم الأجلين وفي الاكمال عن النبي صلى الله عليه وآله ان يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى فقال انا أحق منك بالامر فقاتلها فقتل مقاتليها وأحسن أسرها (29) فلما قضى موسى الأجل وسار باهله بامرأته انس من جانب الطور نارا أبصر من الجهة التي تلي الطور القمي في حديثه السابق أنه قال لشعيب لابد لي ان ارجع إلى وطني وأمي وأهل بيتي فما لي عندك فقال شعيب (عليه السلام) ما وضعت أغنامي في هذه السنة من غنم بلق فهو لك فعمد موسى عندما أراد ان يرسل الفحل على الغنم إلى عصاه فقشر منه بعضه وترك بعضه وغرزه في وسط مربض الغنم والقى عليه كساء أبلق ثم ارسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم في تلك السنة الا بلقا فلما حال عليه الحول حمل موسى امرأته وزوده شعيب من عنده وساق غنمه فلما أراد الخروج قال لشعيب ابغي عصا يكون معي وكانت عصي الأنبياء عنده قد ورثها مجموعة في بيت فقال له شعيب ادخل هذا البيت وخذ عصا من بين العصي فدخل فوثبت إليه عصى نوح وإبراهيم وصارت في كفه فأخرجها ونظر إليها شعيب فقال ردها وخذ غيرها فردها ليأخذ غيرها فوثبت إليه تلك بعينها فردها حتى فعل ذلك ثلاث مرات فلما رأى شعيب (عليه السلام) ذلك قال له اذهب فقد خصك الله عز وجل بها فساق غنمه فخرج يريد مصرا فلما صار في مفازة ومعه أهله أصابهم برد شديد وريح وظلمة وجنهم الليل فنظر موسى إلى نار قد ظهرت كما قال الله تعالى فلما قضى موسى الأجل الآية قال لأهله امكثوا انى آنست نارا
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست