التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٥١
القمي يقول كل واحد منهما يجري إلى منتهاه لا يقصر عنه ولا يجاوزه وان الله بما تعملون خبير عالم بكنهه (30) ذلك إشارة إلى الذي ذكر من سعة العلم وشمول القدرة وعجائب الصنع واختصاص الباري عز اسمه بها بان الله هو الحق وان ما تدعون من دونه الباطل وقرئ بالياء وان الله هو العلى الكبير المترفع على كل شئ والمتسلط عليه (31) ألم تر ان الفلك تجرى في البحر بنعمة الله باحسانه في تهيئة أسبابه القمي قال السفن تجري في البحر بقدرة الله ليريكم من آياته دلائله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور قيل اي لكل من حبس نفسه على النظر في آيات الله والتفكر في الآئه والشكر لنعمائه والقمي قال الذي يصبر على الفقر والفاقة ويشكر الله على جميع أحواله أقول: ولعله أراد به من لا يركب البحر لطلب الرزق ويعتبر لمن ركبه لذلك وقيل أريد بالصبار الشكور المؤمن وفي الحديث الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر رواه في المجمع أقول: راكب البحر بين خوف من الغرق ورجاء للخلاص فهو لا يزال بين بلية ونعمة والبلية تطلبه بالصبر والنعمة تطلبه بالشكر فهو صبار شكور (32) وإذا غشيهم علاهم وغطاهم يعني في البحر موج كالظلل كما يظل من جبل أو سحاب أو غيرهما دعوا الله مخلصين له الدين لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد القمي اي صالح وما يجحد بآياتنا الا كل ختار غدار بنقض العهد الفطري وما كان في البحر والختر أشد الغدر والقمي قال الختار الخداع كفور للنعم (33) يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده لا يقضي
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست