التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٥٥
شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين فقلت من هذا يا جبرئيل قال هذا ملك الموت مشغول في قبض الأرواح فقلت ادنني منه يا جبرئيل لأكلمه فأدناني منه فقلت له يا ملك الموت اكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه قال نعم قلت وتحضرهم بنفسك قال نعم ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله عز وجل لي ومكنني منها الا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف شاء وما من دار في الدنيا الا وادخلها في كل يوم خمس مرات وأقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم لا تبكوا عليه فان لي إليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله كفى بالموت طامة يا جبرئيل فقال جبرئيل ما بعد الموت اطم وأعظم من الموت (12) ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم من الحياء والخزي ربنا قائلين ربنا أبصرنا ما وعدتنا وسمعنا منك تصديق رسلك فارجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا انا موقنون إذ لم يبق لنا شك بما شاهدنا القمي أبصرنا وسمعنا في الدنيا ولم نعمل به (13) ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ما تهتدي به إلى الإيمان والعمل الصالح بالتوفيق له القمي قال لو شئنا ان نجعلهم كلهم معصومين لقدرنا ولكن حق القول منى ثبت قضائي وسبق وعيدي لأملئن جهنم من الجنة والناس أجمعين (14) فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم القمي اي تركناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون من التكذيب والمعاصي (15) إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها وعظوا بها خروا سجدا خوفا من عذاب الله وسبحوا بحمد ربهم ونزهوه عما لا يليق به كالعجز عن البعث حامدين له
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست