التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٦٢
في المجمع نزلت في أبي معمر حميد بن معمر بن حبيب الفهري وكان لبيبا حافظا لما يسمع وكان يقول إن في جوفي لقلبين اعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد صلى الله عليه وآله وكانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبو معمر يلقاه أبو سفيان بن حرب وهو اخذ بيده احدى نعليه والأخرى في رجله فقال له يا أبا معمر ما حال الناس قال انهزموا قال فما بالك احدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك فقال أبو معمر ما شعرت الا انهما في رجلي فعرفوا يومئذ انه لم يكن له الا قلب واحد لما نسي نعله في يده والقمي عن الباقر عليه السلام قال قال علي بن أبي طالب عليه السلام لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف انسان ان الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شارك في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين وفي الأمالي ما يقرب منه وفي المجمع عن الصادق عليه السلام ما جعل الله لرجل من قلبين يحب بهذا قوما ويحب بهذا أعداءهم وفي مصباح الشريعة عنه عليه السلام فمن كان قلبه متعلقا في صلاته بشئ دون الله فهو قريب من ذلك الشئ بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته ثم تلا هذه الآية وما جعل أزواجكم اللائي وقرئ بالياء وحده بدون همزة تظاهرون منهن وقرئ بضم التاء وتشديد الظاء وبحذف الألف وتشديد الظاء والهاء أمهاتكم (1) وما جمع الزوجية والأمومة في امرأة رد لما زعمت العرب ان من قال لزوجته أنت علي كظهر أمي صارت زوجته كالأم له ويأتي تمام الكلام فيه في سورة المجادلة إن شاء الله وما جعل أدعيائكم أبنائكم وما جمع الدعوة والبنوة في رجل رد لما زعمت العرب إن

(1) يقال: ظاهر من امرأته وتظاهر وتظهر: وهو ان يقول لها (أنت علي كظهر أمي) وكانت العرب تطلق نساءها في الجاهلية بهذا اللفظ فلما جاء الإسلام نهى عنه وأوجب عليه الكفارة.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست