التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٥٠
(26) لله ما في السماوات والأرض لا يستحق العبادة فيهما غيره ان الله هو الغنى عن حمد الحامدين الحميد المستحق للحمد وان لم يحمد (27) ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر والبحر المحيط بسعته مدادا ممدودا بسبعة أبحر فأغنى عن ذكر المداد بمده لأنه من مد الدواة وامدها والبحر بالنصب وفي المجمع عن الصادق عليه السلام انه قرئ والبحر مداده ما نفدت كلمات الله يكتبها بتلك الأقلام المداد إن الله عزيز لا يعجزه شئ حكيم لا يخرج عن علمه وحكمته أمر القمي وذلك أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن الروح فقال الروح من امر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا قالوا نحن خاصة قال بل الناس عامة قالوا فكيف يجتمع هذا يا محمد أتزعم انك لم تؤت من العلم الا قليلا وقد أوتيت القرآن وأوتينا التوراة وقد قرأت ومن يؤت الحكمة وهي التوراة فقد اوتى خيرا كثيرا فأنزل الله تبارك وتعالى ولو أن ما في الأرض الآية يقول علم الله أكثر من ذلك وما أوتيتم كثير فيكم قليل عند الله (28) ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة قيل الا كخلقها وبعثها إذ لا يشغله شأن عن شأن القمي عن الباقر عليه السلام بلغنا والله أعلم انهم قالوا يا محمد خلقنا أطوارا نطفا ثم علقا ثم أنشأنا خلقا آخر كما تزعم وتزعم انا نبعث في ساعة واحدة فقال الله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة إنما يقول له كن فيكون ان الله سميع بصير لا يشغله سمع عن سمع ولا ابصار عن ابصار (29) ألم تر ان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل القمي يقول ما ينقص من الليل يدخل في النهار وما ينقص من النهار يدخل في الليل وسخر الشمس والقمر كل من النيرين يجرى في فلكه إلى اجل مسمى
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست