التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٣١
الأمور إليكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من مماليككم من شركاء فيما رزقناكم من الأموال وغيرها فأنتم فيه سواء فتكونون أنتم وهم فيه سواء يتصرفون فيه كتصرفكم مع أنهم بشر مثلكم وانها معارة لكم تخافونهم ان تستبدوا بتصرف فيه كخيفتكم أنفسكم كما يخاف الأحرار بعضهم من بعض كذلك نفصل الآيات نبينها فان التمثيل مما يكشف المعاني ويوضحها لقوم يعقلون يستعملون عقولهم في تدبر الأمثال والقمي كان سبب نزولها ان قريشا والعرب كانوا إذا حجوا يلبون وكانت تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وهي تلبية إبراهيم والأنبياء فجاءهم إبليس في صورة شيخ وقال لهم ليست هذه تلبية اسلافكم قالوا وما كانت تلبيتهم قال كانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك فتفرق القريش من هذا القول فقال لهم إبليس على رسلكم حتى اتي على آخر كلامه فقالوا ما هو فقال الا شريك هو لك تملكه وما يملكك الا ترون انه يملك الشريك وما ملكه فرضوا بذلك وكانوا يلبون بهذا قريش خاصة فلما بعث الله عز وجل رسوله انكر ذلك عليهم وقال هذا شرك فأنزل الله عز وجل ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء اي ترضون أنتم فيما تملكون أن يكون لكم فيه شريك وإذا لم ترضوا أنتم أن يكون لكم فيما تملكون شريك فكيف ترضون ان تجعلوا إلي شريكا فيما أملك (29) بل اتبع الذين ظلموا بالإشراك أهوائهم بغير علم جاهلين لا يكفهم شئ فان العالم إذا اتبع هواه ردعه علمه فمن يهدى من أضل الله فمن يقدر على هدايته وما لهم من ناصرين يخلصونهم من الضلالة ويحفظونهم عن آفاتها (30) فأقم وجهك للدين حنيفا القمي اي طاهرا قيل هو تمثيل للاقبال والاستقامة عليه والاهتمام به وفي الكافي والقمي عن الباقر عليه السلام قال هي الولاية وفي التهذيب عن الصادق عليه السلام قال امره ان يقيم وجهه للقبلة ليس فيه
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست