التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٣٠
صالح للآخر عند الحاجة ويؤيده سائر الآيات الواردة فيه ان في ذلك لآيات لقوم يسمعون سماع تفهم واستبصار فان الحكمة فيه ظاهرة (24) ومن آياته يريكم البرق خوفا من الصاعقة وللمسافر وطمعا في الغيب وللمقيم وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بالنبات بعد موتها يبسها ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون يستعملون عقولهم في استنباط أسبابها وكيفية تكونها ليظهر لهم كمال قدرة الصانع وحكمته (25) ومن آياته ان تقوم السماء والأرض بأمره قيامهما بإقامته لهما وارادته لقيامهما ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ثم خروجكم من القبور بغتة إذا دعاكم من الأرض دعوة واحدة بلا توقف (26) وله من في السماوات والأرض كل له قانتون منقادون لفعله فيهم لا يمتنعون عليه (27) وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده بعد هلاكهم وهو أهون عليه والإعادة أسهل عليه من الابداء بالإضافة إلى قدركم والقياس على أصولكم والا فهما عليه سواء وله المثل الاعلى الوصف العجيب الشأن الذي ليس لغيره ما يساويه أو يدانيه في التوحيد عن الصادق عليه السلام ولله المثل الاعلى الذي لا يشبهه شئ ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الأعلى وفي العيون عن الرضا عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام وأنت المثل الأعلى وفي رواية أنه قال في آخر خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الأعلى وفي الزيارة الجامعة الجوادية (عليه السلام) السلام على أئمة الهدى إلى قوله وورثة الأنبياء والمثل الأعلى في السماوات والأرض يصفه به ما فيهما دلالة ونطقا وهو العزيز القادر الذي لا يعجز عن ابداء وإعادة الحكيم الذي يجري الافعال على مقتضى حكمته (28) ضرب لكم مثلا من أنفسكم منتزعا من أحوالها التي هي أقرب
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست