التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١١٩
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى ولذكر الله أكبر قال ذكر الله عندما أحل وحرم والله يعلم ما تصنعون (46) ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن قد مضى تفسيره في سورة النحل عند قوله تعالى وجادلهم بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم بالافراط والاعتداء وقولوا آمنا بالذي انزل الينا وانزل إليكم هو من المجادلة بالتي هي أحسن وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وبكتبه ورسله فان قالوا باطلا لم تصدقوهم وان قالوا حقا لم تكذبوهم والهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون مطيعون له خاصة ولعل فيه تعريضا باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله (47) وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به القمي هم آل محمد صلوات الله عليهم ومن هؤلاء قال يعني أهل الإيمان من أهل القبلة من يؤمن به وما يجحد بآياتنا مع ظهورها الحجة عليها الا الكافرون القمي يعني ما يجحد بأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام الا الكافرون (48) وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك فان ظهور هذا الكتاب الجامع لأنواع العلوم الشريفة على أمي لم يعرف بالقراءة والتعلم خارق للعادة وذكر اليمين زيادة تصوير للمنفى ونفي للتجوز في الاسناد إذا لارتاب المبطلون اي لو كنت ممن تخط وتقرء لقالوا لعله تعلمه أو التقطه من كتب الأقدمين القمي هذه الآية معطوفة على قوله في سورة الفرقان اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا فرد الله عليهم فقال كيف يدعون ان الذي تقرؤه أو تخبر به تكتبه عن غيرك وأنت ما كنت تتل من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون اي شكوا وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث ومن آياته انه كان يتيما فقيرا
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست