قيل: وذلك لأن قراهم كانت على ميلين من المدينة، فمشوا إليها رجالا غير رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه ركب جملا أو حمارا، ولم يجر مزيد قتال، ولذلك لم يعط الأنصار منه شيئا إلا رجلين أو ثلاثة، كانت بهم حاجة 1.
* (ولكن الله يسلط رسله على من يشاء) * بقذف الرعب في قلوبهم * (والله على كل شئ قدير) * فيفعل ما يريد، تارة بالوسائط الظاهرة، وتارة بغيرها.
* (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) *. بيان للأول، ولذلك لم يعطف عليه.
* (فلله وللرسول ولذي القربى) *.
قال: (نحن والله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلى الله عليه وسلم) 2.
* (واليتامى والمساكين وابن السبيل) * قال: (منا خاصة، ولم يجعل لنا سهما في الصدقة أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس) 3.
* (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) *: كيلا يكون الفئ شيئا يتداوله الأغنياء ويدور بينهم، كما كان في الجاهلية * (وما آتاكم الرسول) * من الأمر * (فخذوه) *: فتمسكوا به * (وما نهاكم عنه) *: عن إتيانه * (فانتهوا) * عنه * (واتقوا الله) * في مخالفة الرسول * (إن الله شديد العقاب) * لمن خالف.
وورد: (واتقوا الله (في ظلم آل محمد صلى الله عليه وآله،) إن الله شديد العقاب (لمن ظلمهم) 4.
قال: (إن الله أدب رسوله حتى قومه على ما أراد، ثم فوض إليه. فقال عز ذكره:) ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا) (5).