التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٧٠٩
الشريك إليه.
(وإذ اعتزلتموهم). خطاب بعضهم لبعض. (وما يعبدون إلا الله): واعتزلتم معبوديهم، أو عبادتهم إلا الله (فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا): ما ترتفقون به، أي تنتفعون به، وكان جزمهم بذلك لشدة وثوقهم بفضل الله، وقوة يقينهم بالله.
(وترى الشمس) لو رأيتهم (إذا طلعت تزاور عن كهفهم): تميل ولا يقع شعاعها عليهم فيؤذيهم، ولعل الكهف كان جنوبيا (ذات اليمين): جهة يمين الكهف (وإذا غربت تقرضهم): تقطعهم وتصرم عنهم (ذات الشمال): جهة شمال الكهف (وهم في فجوة منه): وهم في متسع من الكهف، يعني في وسطه بحيث ينالهم برد النسيم وروح الهواء، ولا يؤذيهم كرب الغار ولا حر الشمس، لا في طلوعها ولا في غروبها. (ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد)، ثناء عليهم. (ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا).
سئل عنه، فقال: (إن الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته، ويهدي أهل الأيمان والعمل الصالح إلى جنته، كما قال عز وجل: " ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " 1 وقال: " إن الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم " 2) 3.
(وتحسبهم أيقاظا) قال: (ترى أعينهم مفتوحة) 4 (وهم رقود): (نيام) 5 (ونقلبهم) في رقدتهم (ذات اليمين وذات الشمال) كيلا تأكل الأرض ما يليها من

(١) - إبراهيم ١٤: ٢٧.
(٢) - يونس ١٠: ٩.
(٣) - التوحيد: ٢٤١، الباب: ٣٥، الحديث: ١، معاني الأخبار: ٢١، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4) - القمي 2: 34، عن أبي جعفر عليه السلام.
(5) - القمي 2: 34، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٧٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 705 706 707 708 709 710 711 712 713 714 715 ... » »»
الفهرست