رآه كائن لا محالة. وقد سبق قصته في أول السورة. (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين): محلقا بعضكم ومقصرا آخرون (لا تخافون) بعد ذلك (فعلم ما لم تعلموا) من الحكمة في تأخير ذلك (فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) هو فتح خيبر لتستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الموعود.
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق): وبدين الإسلام (ليظهره على الدين كله): ليغلبه على جنس الدين كله، بنسخ ما كان حقا، وإظهار فساد ما كان باطلا، ثم بتسليط المسلمين على أهله، إذ ما من أهل دين إلا وقد قهر بالإسلام أو سيقهر.
وفيه تأكيد لما وعده بالفتح.
القمي: وهو الأمام الذي يظهره الله عز وجل على الدين كله، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا. وهذا مما ذكرنا أن تأويله بعد تنزيله (1).
أقول: وقد سبق تمام الكلام فيه في سورة التوبة (2).
(وكفى بالله شهيدا) على أن وعده كائن، أو على رسالته.
(محمد رسول الله) جملة مبينة للمشهود به، أو استئناف مع معطوفه، وما بعدهما خبر. (والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم): يغلظون على من خالف دينهم، ويتراحمون فيما بينهم، كقوله: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين (3). (تراهم ركعا سجدا) لأنهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم (يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود) قال: (هو السهر في الصلاة) (4). (ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل): صفتهم العجيبة الشأن، المذكورة فيهما.