التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٩٠٨
(وكذلك يفعلون) (1).
* (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة) * قال: (منتظرة) (2). * (بم يرجع المرسلون) * من حاله، حتى أعمل بحسب ذلك.
القمي: قالت: إن كان هذا نبيا من عند الله كما يدعي، فلا طاقة لنا به، فإن الله عز وجل لا يغلب، ولكن سأبعث إليه بهدية، فإن كان ملكا يميل إلى الدنيا قبلها، وعلمت (3) أنه لا يقدر علينا، فبعثت حقة (4) فيها جوهرة عظيمة، وقالت للرسول: قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار، فأتاه الرسول بذلك، فأمر سليمان بعض جنوده من الديدان، فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها وأخذ الخيط من الجانب الآخر (5).
* (فلما جاء سليمان) * أي: الرسول وما أهدت إليه * (قال أتمدونن بمال فما آتاني الله) * من الملك والنبوة، الذي لا مزيد عليه * (خير مما آتاكم) * فلا حاجة لي إلى هديتكم، ولا وقع لها عندي * (بل أنتم بهديتكم تفرحون) * لأنكم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا.
* (إرجع) * أيها الرسول * (إليهم) *: إلى بلقيس وقومها * (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) *: لا طاقة لهم بمقاومتها، ولا قدرة لهم على مقاتلتها * (ولنخرجنهم منها) *: من سبأ * (أذلة وهم صاغرون) *. القمي: فرجع إليها الرسول، فأخبرها بذلك وبقوة سليمان، فعلمت أنه لا محيص لها، فخرجت وارتحلت نحو سليمان (6).

(١) - القمي ٢: ١٢٨.
(٢) - الاحتجاج ١: ٣٦٢.
(٣) - في المصدر: (وعلمنا).
(٤) - الحقة: وعاء صغير من خشب أو عاج أو غير ذلك مما يصلح أن ينحت منه. القاموس المحيط ٣: ٢٢٩، لسان العرب ١٠: ٥٦ (حقق).
(5) - القمي 2: 128.
(6) - القمي 2: 128.
(٩٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 903 904 905 906 907 908 909 910 911 912 913 ... » »»
الفهرست