التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٨٥
من أهل النار، فإن ذلك يهيجهم على الشر، مع أن ختام أمرهم غيب لا يعلمه إلا الله 1.
* (وما أرسلناك عليهم وكيلا) *: موكولا إليك أمرهم، تجبرهم على الايمان، وإنما أرسلناك مبشرا ونذيرا، فدارهم ومر 2 أصحابك بالاحتمال منهم.
* (وربك أعلم بمن في السماوات والأرض) * وأحوالهم، فيختار منهم لنبوته وولايته من يستأهل لهما، وهو رد لاستعباد قريش أن يكون يتيم أبي طالب نبيا، وأن يكون الفقراء أصحابه. * (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا) *.
قال: " سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولوا العزم من الرسل وعليهم دارت الرحى: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام " 3.
وفي الحديث النبوي: " إن الله فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من ولدك " 4.
* (قل ادعوا الذين زعمتم) * أنها آلهة * (من دونه) * كالملائكة والمسيح وعزيز 5 * (فلا يملكون كشف الضر عنكم) * كالمرض والفقر والقحط * (ولا تحويلا) *: ولا تحويل ذلك منكم إلى غيركم.
* (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) *: هؤلاء الألهة يبتغون إلى الله القربة بالطاعة * (أيهم أقرب) * أي: يبتغي من هو أقرب منهم إلى الله الوسيلة، فكيف بغير الأقرب! * (ويرجون رحمته ويخافون عذابه) * كساير العباد، فكيف يزعمون أنهم آلهة! * (إن عذاب ربك كان محذورا) * حقيقا بأن يحذره كل أحد، حتى الملائكة والرسل.

١ - البيضاوي ٣: ٢٠٥، والكشاف ٢: ٤٥٣.
٢ - في " ب ": " وأمر ".
٣ - الكافي ١: ١٧٥، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - علل الشرايع 1: 5، الباب، 7، الحديث: 1.
5 - في " ب ": " كالمسيح وعزيز والملائكة ".
(٦٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 680 681 682 683 684 685 686 687 688 689 690 ... » »»
الفهرست