التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٦١
عليكم كفيلا) *: شاهدا ورقيبا * (إن الله يعلم ما تفعلون) *.
* (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة) *: من بعد إحكام وفتل * (أنكاثا) * لا جمع نكث بالكسر، وهو ما ينكث فتله.
قال: " التي نقضت غزلها، امرأة من بني تيم بن مرة، يقال لها: ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن لوي بن غالب، كانت حمقاء تغزل الشعر، فإذا غزلته نقضته، ثم عاذت فغزلته. فقال الله " كالتي نقضت غزلها " الآية. قال: إن الله تبارك وتعالى أمر بالوفاء ونهى عن نقض العهد، فضر لهم مثلا 1 ".
* (تتخذون أيمانكم دخلا بينكم) *: دغلا وخيانة ومكرا وخديعة، وذلك لأنهم كانوا حين عهدهم يضمرون الخيانة، والناس يسكنون إلى عهدهم. والدخل أن يكون الباطن خلاف الظاهر، وأصله أن يدخل الشئ ما لم يكن منه. * (أن تكون أمة هي أربى من أمة) * يعني لا تنقصوا العهد بسبب أن يكون جماعة - وهي كفرة قريش - أزيد عددا وأوفر مالا من أمة، يعني جماعة المؤمنين. * (إنما يبلوكم الله به) *: إنما يختبركم بكونهم أربى، لينظر أتوفون بعهد الله، أم تغترون بكثرة قريش وقوتهم وثروتهم، وقلة المؤمنين وضعفهم وفقرهم. * (وليبينن لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون) *. وعيد وتحذير من مخالفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
* (ولو شاء الله لجعلكم أمة وحدة) *: مسلمة مؤمنة * (ولكن يضل من يشاء) * بالخذلان * (ويهدى من يشاء) * بالتوفيق * (ولتسئلن عما كنتم تعملون) *.
* (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم) *. تصريح بالنهي عنه بعد التضمين، تأكيدا مبالغة في قبح المنهي عنه * (فتزل قدم) * عن محجة الاسلام * (بعد ثبوتها) * عليها، أي:
فتضلوا عن الرشد بعد أن تكونوا على هدى * (وتذوقوا السوء) * في الدنيا * (بما صددتم عن سبيل الله) *: بصدودكم أو صدكم غيركم. * (ولكم عذاب عظيم) * في الآخرة.

1 - القمي 1: 389، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٦٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 656 657 658 659 660 661 662 663 664 665 666 ... » »»
الفهرست