التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٥٦
برادي رزقهم) *: بمعطي رزقهم * (على ما ملكت أيمنهم) *: على مماليكهم * (فهم فيه سواء) *. قيل: معناه أن الموالي والمماليك، الله رازقهم جميعا، فهم في رزقه سواء 1، فلا يحسب الموالي أنهم يرزقون المماليك من عندهم، وإنما هو رزق الله، أجراه إليهم على أيديهم 2. وقيل: معناه: فلم يرد الموالي فضل ما رزقوه على مماليكم، حتى يتساووا في المطعم والملبس 3. وقيل غير ذلك 4. والقمي: لا يجوز للرجل أن يخص نفسه بشئ من المأكول دون عياله 5. * (أفبنعمة الله يجحدون) *.
* (والله جعل لكم من أنفسكم أزوجا) * من جنسكم لتأنسوا بها، ولتكون أولادكم مثلكم * (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) *. قال: " الحفدة بنو البنت، ونحن حفدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 6. وفي رواية: " هم أختان 7 الرجل على بناته " 8. وأصل الحافد: المسرع في الخدمة والطاعة. * (ورزقكم من الطيبات) *: من اللذائذ، أي: بعضها * (أفبالباطل يؤمنون) *. قيل: هو ما يعتقدون من منفعة الأصنام وشفاعتها 9. * (وبنعمة الله هم يكفرون) * حيث يضيفونها إلى الأصنام، أو يحرمون ما أحل الله، وقيل: يريد بنعمة الله رسول الله والقرآن والاسلام 10.
* (ويعبدون من دون ال له مالا يملك رزقا من السماوات) * من مطر * (والأرض شيئا) * من نبات * (ولا يستطيعون) * أن يملكوه، أولا استطاعة لهم.

١ - في " ألف ": " فهم فيه سواء ".
٢ - الكشاف ٢: ٤١٩، وجوامع الجامع ٢: ٢٩٨.
٣ - جوامع الجامع ٢: ٢٩٨.
٤ - مجمع البيان ٥ - ٦: ٢٩٩، والكشاف ٢: ٤١٩، والبيضاوي ٣: ١٨٧.
٥ - القمي ١: ٣٨٧.
٦ - العياشي ٢: ٢٦٤، الحديث: ٤٦، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٧ - الختن - بالتحريك -: كل من كان من قبل المرأة، مثل الأب والأخ، وهم الأختان، هكذا عند العرب وأما عند العامة فختن الرجل: زوج ابنته. الصحاح ٥: ٢١٠٧ (ختن).
8 - مجمع البيان 5 - 6: 373، عن أبي عبد الله عليه السلام.
9 - الكشاف 2: 419.
10 - جوامع الجامع 2: 299.
(٦٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 651 652 653 654 655 656 657 658 659 660 661 ... » »»
الفهرست