التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٥١
ترعد فرائصهم 1 من مخافة الله، لا تقطر دموعهم 2 قطرة إلا صار ملكا، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم وقالوا: ما عبدناك حق عبادتك " 3. وقد سبق في سورة الرعد، كلام في معنى سجود كل شئ.
قال بعض أهل المعرفة: إن في أمثال هذه الآيات دلالة على أن العالم كله في مقام الشهود والعبادة، إلا كل مخلوق له قوة التفكر، وليس إلا النفوس الانسانية والحيوانية خاصة، من حيث أعيان أنفسهم لامن حيث هياكلهم، فإن هياكلهم، كساير العالم في التسبيح له والسجود، فأعضاء البدن كلها مسبحة ناطقة، ألا تراها تشهد على النفوس المسخرة لها يوم القيامة من الجلود والأيدي والأرجل والألسنة والبصر وجميع القوى، فالحكم لله العلي الكبير 5.
* (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله وحد) *. أكد العدد في الموضعين دلالة على العناية به. * (فإياي فارهبون) * كأنه قيل: وأنا هو فإياي فارهبون لاغير.
* (وله ما في السماوات والأرض وله الدين) *: الطاعة * (واصبا)، قال: " واجبا " 6.
* (أفغير الله تتقون) *.
* (وما بكم من نعمة فمن الله) *. قال: " من لم يعلم أن الله عليه نعمة إلا في مطعم أو ملبس، فقد قصر عمله ودنا عذابه " 7. * (ثم إذا مسكم الضر فإليه تجرون) * فما تتضرعون إلا إليه، والجؤار: رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة.

١ - الفريصة: لحمة عند نغض الكتف، في وسط الجنب، عند منبض القلب، وهما فريصتان ترتعدان عند الفزع. وقال أبو عبيد: الفريصة: المضغة القليلة، تكون في الجنب، ترعد من الدابة إذا فزعت.
وقال أيضا: هي اللحمة التي بين الجنب والكتب، التي لا تزال ترعد من دابة. وقيل: جمعها: فريص وفرائص. لسان العرب ٧: ٦٤ (فرص).
2 - في المصدر: " لا تقطر من دموعهم ".
3 - مجمع البيان 5 - 6: 365، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
4 - ذيل الآية: 15.
5 - أسرار الآيات (لصدر المتألهين) *: 81 - 82، ولطائف الإشارات (للامام القشيري) 2: 300.
6 - العياشي 2: 262، الحديث: 37، عن أبي عبد الله عليه السلام.
7 - القمي 1: 381، والأمالي (للشيخ الطوسي) 2: 105، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(٦٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 646 647 648 649 650 651 652 653 654 655 656 ... » »»
الفهرست