التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٥٤
* (سائغا للشاربين) *: سهل المرور في حلقهم. ورد: " ليس أحد بعض بشرب اللبن، لان الله عز وجل يقول: " لبنا خالصا سائغا للشاربين " " 1.
* (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا) *. قيل: خمرا 2. والقمي: الخل 3.
وورد: " نزلت قبل آية التحريم فنسخت بها " 4.
أقول: وفيه دلالة على أن المراد به الخمر، وقد جاء بالمعنيين جميعا. وعلى إرادة الخمر لا يستلزم حلها في وقت، لجواز أن يكون عتابا ومنة قبل بيان تحريمها.
ومعنى النسخ نسخ السكوت عن التحريم. وفي مقابلتها بالرزق الحسن، تنبيه على قبحها.
* (ورزقا حسنا) * كالتمر والزبيب والدبس * (إن في ذلك لاية لقوم يعلقون) *.
* (وأوحى ربك إلى النخل) * قال: " وحي إلهام " 5.
أقول: يعني ألهمها وقذف في قلوبها، فإن في صنعتها الأنيقة ولطفها في تدبير أمرها ودقيق نظرها، شواهد بينة على أن الله سبحانه أودعها علما بذلك.
* (أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) *: يعرش الناس من كرم أو سقف.
* (ثم كلى من كل الثمرات) *: من كل ثمرة تشتهيها، حلوها ومرها * (فاسلكي سبل ربك) *: الطرق التي ألهمك في عمل العسل * (ذللا) *: مذللة، ذللها وسهلها لك، أو أنت منقادة لما أمرت به * (يخرج من بطونها شراب) * يعني العسل فإنه مما يشرب * (مختلف ألوانه) *: أبيض وأصفر وأحمر وأسود * (فيه شفاء للناس) *. قال: " لعق

١ - الكافي ٦: ٣٣٦، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - مجمع البيان 5 - 6: 370، والكشاف 2: 417، والبيضاوي 3: 185.
3 - القمي 1: 387.
4 - العياشي 2: 263، ذيل الحديث: 40، عن أبي عبد الله عليه السلام. وآية التحريم في سورة المائدة (5): 90.
5 - القمي 1: 387، والعياشي 2: 263، الحديث: 41، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه " قال: إلهام ".
(٦٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 649 650 651 652 653 654 655 656 657 658 659 ... » »»
الفهرست