التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٩٦
* (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) * لم يعتدوا بالآيات المنزلة، واقترحوا نحو ما أوتي موسى وعيسى. * (إنما أنت منذر) *: مرسل للانذار كغيرك من الرسل، وما عليك إلا الاتيان بما يصح به أنك رسول منذر، والآيات كلها متساوية في حصول الغرض. * (ولكل قوم هاد) * يهديهم إلى الدين، ويدعوهم إلى الله بوجه من الهداية، وبآية خص بها.
قيل: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي، يا علي بك يهتدي المهتدون " 1. وورد: " كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم " 2.
القمي: هو رد على من أنكر أن في كل عصر وزمان إماما، وأن الأرض لا تخلو من حجة 3.
* (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) *: من ذكر أو أنثى، تام وناقص، حسن وقبيح، سعيد وشقي * (وما تغيض الأرحام) *: وما تنقصه * (وما تزداد) * في المدة والعدد والخلقة. قال: " الغيض: كل حمل دون تسعة أشهر، " وما تزداد ": كل شئ يزداد على تسعة أشهر، فكلما رأت المرأة الدم في حملها من الحيض، فإنها تزداد بعدد الأيام التي رأت في حملها من الدم " 4. * (وكل شئ عنده بمقدار) *.
* (علم الغيب والشهدة الكبير المتعال) *.
* (سواء منكم من أسر القول) * في نفسه * (ومن جهر به) * لغيره * (ومن هو مستخف باليل) *: طالب للخفاء في مختبأ 5 بالليل * (وسارب) *: بارز * (بالنهار) * يراه كل أحد. قال: " يعني السر والعلانية عنده سواء " 6.

١ - مجمع البيان ٥ - ٦: ٢٧٨.
٢ - الكافي ١: ١٩١، الحديث: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - القمي ١: ٣٥٩. وفي " ب ": " أن الأرض لا تخلو من حجة الله ".
٤ - الكافي ٦: ١٢، الحديث: 2، عن أحدهما عليهما السلام، وفيه: " فكلما رأت المرأة الدم الخالص ".
5 - في " ألف ": " مختباه ".
6 - القمي 1: 360، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٥٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 591 592 593 594 595 596 597 598 599 600 601 ... » »»
الفهرست