التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٠٠
للانكار. * (خلقوا كخلقه) *. صفة ل " شركاء ". داخلة في حكم الانكار. * (فتشبه الخلق عليهم) *: خلق الله وخلقهم، والمعنى: أنهم ما اتخذوا لله شركاء خالقين مثله، حتى يتشابه الخلق عليهم، فيقولوا: هؤلاء خلقوا كما خلق الله، فاستحقوا العبادة كما استحقها. ولكنهم اتخذوا شركاء عاجزين، لا يقدرون على ما يقدر عليه الخلق، فضلا عما يقدر عليه الخالق. * (قل الله خلق كل شئ) *: لا خالق غيره فيشاركه في العبادة * (وهو الوحد القهر) *: المتوحد بالألوهية، الغالب على كل شئ.
* (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها) *: في الصغر والكبر، وعلى حسب المصلحة * (فاحتمل السيل زبدا رابيا) *: مرتفعا * (ومما يوقدون عليه في النار) * من أنواع الفلزات، كالذهب والفضة والحديد والنحاس * (ابتغاء حلية) *: طلب حلية * (أو متاع) * كالأواني وآلات الحرث والحرب * (زبد مثله) *: مثل زبد الماء، وهو خبثه.
* (كذلك يضرب الله الحق والبطل) * أي: مثلهما مثل الحق في إفادته وثباته بالماء الذي ينزل من السماء، فيسيل 1 به الأودية على وجه الحاجة والمصلحة، فينتفع به أنواع المنافع، ويمكث في الأرض، بأن يثبت 2 بعضه في منابعه، ويسلك بعضه في عروق الأرض إلى العيون والآبار، وبالفلز الذي ينتفع به في صوغ الحلي واتخاذ الأمتعة المختلفة، ويدوم ذلك مدة متطاولة. والباطل في قلة نفعه وسرعة اضمحلاله بزبدهما.
* (فأما الزبد فيذهب جفاء) *: يجفأ 3 به، أي: يرمي به السيل أو الفلز المذاب.
* (وأما ما ينفع الناس) * كالماء وخلاصة الفلز * (فيمكث في الأرض) * ينتفع به أهلها * (كذلك يضرب الله الأمثال) * لايضاح المشتبهات 4.

1 - كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: " تسيل ".
2 - في " ألف ": " ثبت ".
3 - الجفاء: ما يرمى به الوادي أو القدر من الغثاء إلى جوانبه، يقال: أفجأت القدر زبدها: ألقته.
المفردات: 92 (جفا).
4 - في " ألف ": " الشبهات ".
(٦٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 605 ... » »»
الفهرست