التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٩٤
لكي تتفكروا فيها، وتتحققوا كمال قدرته وصنعه في كل شئ، فتعلموا أنه بكل شئ محيط. وهذا كقوله سبحانه: " ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شئ محيط " 1.
* (وهو الذي مد الأرض) *: بسطها طولا وعرضا ليثبت فيها الاقدام، ويتقلب 2 عليها الحيوان * (وجعل فيها رواسي) *: جبالا ثوابت * (وأنهارا) * تتولد منها * (ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين) *: صنفين اثنين: أسود وأبيض، حلوا وحامضا، رطبا ويابسا، صغيرا وكبيرا، وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة. * (يغشى الليل النهار) *:
يلبس ظلمة الليل ضياء النهار، فيصير الهواء مظلما بعد ما كان مضيئا * (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) *.
* (وفى الأرض قطع متجاورات) *: متلاصقة من طيبة وسبخة، ورخوة وصلبة، وصالحة للزرع دون الشجر وبالعكس، وغير صالحة لشئ منهما. * (وجنت من أعناب وزرع ونخيل) * فيها أنواع الأعناب والنخيل والزروع * (صنوان) *: نخلات، أصلها واحد * (وغير صنوان) *: متفرقات مختلفة الأصول، أو أمثال 3 وغير أمثال.
ورد: " عم الرجل صنو أبيه " 4. * (يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل) *: في الثمر، شكلا وقدرا، ورائحة وطعما. قال: " يعني هذه الأرض الطيبة مجاورة لهذه الأرض المالحة، وليست منها، كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم " 5. و عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " الناس من شجر 6 شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة،

1 - فصلت (41): 54.
2 - في " ألف ": " ينقلب ".
3 - في " ألف ": " وأمثال ".
4 - مجمع البيان 5 - 6: 276، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
5 - العياشي 2: 203، الحديث: 4، مرفوعا، رفعه إلى أهل العلم والفقه من آل محمد عليهم السلام.
6 - في " ب ": " من شجرة ".
(٥٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 599 ... » »»
الفهرست