التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٩٨
يوم القيامة) (1). وفي قراءتهم عليهم السلام: (من الصادقين) (2).
(ما كان لأهل المدينة ومن حولها من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) بل عليهم أن يصحبوه على البأساء والضراء، و يكابدوا معه الشدائد برغبة ونشاط، كما فعله أبو ذر وأبو خيثمة. (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ): شئ من العطش (ولا نصب): تعب (ولا مخمصة): مجاعة (في سبيل الله): في طريق الجهاد (ولا يطؤون): ولا يدوسون (3) بأرجلهم وبحوافر خيولهم وأخفاف رواحلهم (موطئا): موضعا (يغيظ الكفار) وطأهم إياه، ويضيق صدورهم بتصرفهم في أرضهم (ولا ينالون من عدو نيلا) بقتل، أو أسر 7 أو نهب (إلا كتب لهم به عمل صالح) واستوجبوا الثواب عند الله (إن الله لا يضيع أجر المحسنين).
(ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا): أرضا في مسيرهم (إلا كتب لهم ليجزيهم الله) جزاء (أحسن ما كانوا يعملون).
(وما كان المؤمنون لينفروا كافة): وما استقام لهم أن ينفروا جميعا، لنحو غزو وطلب علم، كما لا يستقيم لهم أن يثبطوا (4) جميعا. (فلولا نفر من كل فرقة منهم):
فهلا نفر من كل جماعة كثيرة، كقبيلة وأهل بلدة (طائفة): جماعة قليلة (ليتفقهوا في الدين): ليتكلفوا الفقاهة فيه، ويتجشموا مشاق تحصيلها. (ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) عما ينذرون منه. قال: (أمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلام ويختلفوا إليه فيتعلموا، ثم يرجعون إلى قومهم فيعلموهم) (5). وفي

(١): كمال الدين ١: ٢٧٨، الباب: ٢٤، الحديث: ٢٥. عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(٢): مجمع البيان ٥ - ٦: ٨٠، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣): الدوس: الوطء بالرجل. القاموس المحيط ٢: ٢٢٥ (دوس).
(4): في (ج): (أن يتثبطوا).
(5): علل الشرايع 1: 85، الباب: 79، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 503 504 ... » »»
الفهرست