التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٣٥
النضر بن الحارث بن كلدة، وأسر يوم بدر، فقتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم صبرا (1) بيد علي عليه السلام. وإنما قاله صلفا (2)، وهذا غاية مكابرتهم وفرط عنادهم، إذا لو استطاعوا ذلك فما منعهم أن يشاؤوا وقد تحداهم وقرعهم (3) بالعجز عشر سنين، ثم قارعهم بالسيف فلم يعارضوا سواه، مع فرط حرصهم على قهره وغلبته (4).
(إن هذا إلا أساطير الأولين): ما سطره الأولون من القصص. قيل: قاله النضر أيضا، وذلك أنه جاء بحديث رستم واسفنديار من بلاد فارس وزعم أن هذا هو مثل ذاك (5).
(وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم). " قاله الحارث بن عمرو الفهري حيث سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر كلاما في فضل علي عليه السلام فنزلت: " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " الآية، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
يا بن عمرو إما تبت وإما رحلت؟ فدعا براحلته فركبها، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة (6) فرضت هامته (7)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به (8) ". كذا ورد (9). في رواية: " قاله النعمان بن الحارث الفهري

(١) قتل فلان صبرا: حبس على القتل حتى يقتل. الصحاح ٢: ٧٠٦ (صبر).
(٢) الصلف - بالتحريك -... التكلم بما يكرهه صاحبك والتمدح بما ليس عندك أو مجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبرا. القاموس المحيط ٣: ١٦٨ (صلف).
(٣) قرع القوم: أقلقهم والتقريع: التعنيف والتثريب. القاموس المحيط ٣: ٧٠ (قرع).
(٤) البيضاوي ٣: ٤٨، وجوامع الجامع ٢: ١٧.
(٥) جوامع الجامع ٢: ١٧.
(٦) الجندل - كجعفر - ما يقله الرجل من الحجارة. القاموس المحيط ٣: ٣٦٣ (جندل).
(٧) الرض: الدق والجرس. وفي المصدر: " رضخت " أي: كسرت. والهامة: الرأس. القاموس المحيط ٢: ٣٤٣ و ٤: ١٩٥ (رض - هام).
(٨) إشارة إلى قوله تعالى: " واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد " إبراهيم (١٤): ١٥.
(٩) الكافي ٨: ٥٧، الحديث: 18، عن أبي بصير.
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست