التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٣٤
أن يفرش له، وقال لعلي عليه السلام: إفدني بنفسك! قال: نعم يا رسول الله. نم على فراشي والتحف ببردتي. وجاء جبرئيل فأخذ بيد رسول الله فأخرجه على قريش وهم نيام وهو يقرأ عليهم: " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون " (1) وقال له جبرئيل: خذ على طريق ثور، وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فدخل الغار وكان من أمره ما كان. فلما أصبحت قريش وثبوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش، فوثب علي عليه السلام في وجوههم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا له: أين محمد؟ قال: جعلتموني عليه رقيبا؟! ألستم قلتم: نخرجه من بلادنا، فقد خرج عنكم.
فأقبلوا يضربونه (2) ويقولون: أنت تخدعنا منذ الليلة، فتفرقوا في الجبال. وكان فيهم رجل من خزاعة يقال له: أبو كرز، يقفوا الآثار، فقالوا: يا أبا كرز! اليوم اليوم، فوقف بهم على باب حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذه قدم محمد والله إنها لأخت القدم التي في المقام، وكان أبو بكر استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرده معه، فقال أبو كرز: وهذه قدم ابن أبي قحافة أو أبيه، ثم قال: وهاهنا عبر ابن أبي قحافة، فما زال بهم حتى أوقفهم على باب الغار، ثم قال: ما جاوزوا (3) هذا المكان، إما أن يكونوا صعدوا السماء أو دخلوا تحت الأرض. وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاء فارس من الملائكة حتى وقف على باب الغار ثم قال: ما في الغار أحد فتفرقوا في الشعاب وصرفهم الله عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أذن له في الهجرة (4).
(وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا). قيل قائله.

(1) يس (36): 9.
(2) في المصدر: " يضربون أبا لهب ".
(3) في " ألف " و " ج ": " ما جازوا " وفي المصدر: " ما جاوزا هذا المكان إما أن يكونا صعدا إلى السماء أو دخلا تحت الأرض ".
(4) القمي 1: 275 - 276.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست